القبلة الأولى
القبلة الأولى عامان .. مرا عليها يا مقبلتي | |
وعطرها لم يزل يجري على شفتي | |
كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها | |
ولا يزال شذاها ملء صومعتي | |
إذ كان شعرك في كفي زوبعة | |
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي | |
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل | |
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي | |
لما تصالب ثغرانا بدافئة | |
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي | |
تروي الحكايات أن الثغر معصية | |
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي | |
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها | |
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟ | |
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها | |
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي | |
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا | |
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي.. | |
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل | |
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟ | |
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة | |
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي | |
ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية | |
نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت | |
تركتني جائع الأعصاب .. منفردا | |
أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي. |